يعقوب ولد حمزة شيخ مقاطعة كرمسين

يعقوب ولد حمزة شيخ مقاطعة كرمسين
يعقوب ولد حمزة شيخ مقاطعة كرمسين

ابن ولد حيمدة نائب مقاطعة كرمسين

ابن ولد حيمدة نائب مقاطعة كرمسين

ارشيف سما بلوجر

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مختارات القراء لهذا الشهر

أرشيف المدونة

المتابعون


نشأ يتيما في أحضان أخواله، الذين اعتنوا بتدريسه، لما كانت تحدوهم في ذلك من رغبة جامحة في أن لا ينقطع وصل العلم الذي عرفت به أسرة العلامة.

وبلغ اعتناء أخواله به قمته مع خاله الكبير: بي ولد الهاشمي الذي حرص على أن يبقي ابن أخته ملازما للوحه، مطوعا له - في سبيل ذلك - كل أسباب التحصيل الدراسي، ومهيئا له جميع ظروفه، حتى أنه منعه من "الغيبة"، وتعني التكسب و البحث عن العمل، كي لا يشغله ذلك عن تحصيل العلم، والتسلح بالمعرفة.

وكانت نظرة بي ولد الهاشمي، في حرصه على أن يصعد ابن أخته مراتب العلم، تقوم على كون العلامة سليل أسرة علمية عريقة، توارثت علمها كابرا عن كابر، فحرص بي على أن لا يعير ابن أخته بتضييعه لذلك الإرث.


دراسته :

درس العلامة محمدو نصف القرآن علي شيخه: محمذن ولد محمدِي وأكمله على شيخته: أسمي بنت المصطف، وكان ذلك في السنة العاشرة من عمره، إلا أنه بقي يراجعه بعد ذلك أربع سنوات قصد التمكن من حفظه، وكان آخر هذه السنوات يختم القرءان في كل يوم مرة، ومن اللافت أنه أكمل في هذه السنوات الأربع أيضا كتاب ابن بري علي شيخه: عبد الله ولد حيبل.


بعد ذلك، جمحت به همته إلى دراسة الكتب الفقهية متبعا في ذلك النظام المتبع في المحاظر الموريتانية آنذاك، فدرس على شيخه: عبد القادر ولد محلاسه في الفترة من  1936م إلى 1942م كلا من: كتاب ابن عاشر في الفقه، و ابن آجروم في النحو ورسالة ابن زيد القيرواني، إلى جانب العروض، ثم كتاب المختصر في الفقه، المعروف بـ "الشيخ خليل" وظل يلازم درس شيخه ولد محلاسه، حتى وافت الأخير المنية.

 ثم أراد محمدو بعد ذلك التوسع في دراسة الفقه فتابع مع عدة مشايخ، هم:
<!--[if !supportLists]-->-        <!--[endif]-->محمد عال ولد محنض
<!--[if !supportLists]-->-        <!--[endif]-->سيد احمد اسمه ( أولاد ديمان)
<!--[if !supportLists]-->-        <!--[endif]-->محمد عالي ولد النعمة ( المدلش )
<!--[if !supportLists]-->-        <!--[endif]-->عبد الكريم ولد أحمذي ( ايداب لحسن).

أما دراساته اللغوية فقد بدأها مع شيخه الأول: عبد القادر ولد محلاسه مرورا بالشيخ: المختار ولد حامدن الذي أطلق عليه اسم محمدو المعاصر - ربما ليميزه عن جده المباشر محمدو الذي عرف هو أيضا بتضلعه في العلم – وكان ذلك من خلال حديثه عن علماء  إكمليلين وخاصة أهل اكدوبك في موسوعته المشهورة  بـ (حياة موريتانيا)، قبل أن ينتهي به المطاف عند أولاد أهل ألمين وهما الشيخان: عبد القادر وأخوه احمد دين.

بعدها جلس للتدريس برهة من الزمن، حتى أنه امتنع عن تولي القضاء في لكوارب (روصو)، وعن التدريس في انواكشوط، وعن المجاورة في المدينة المنورة – عن طريق شيخه المختار ولد حامدن – بحجة أن طلابه وقبيلته في حاجة ماسة إليه، وكانت النتيجة أن تخرج على يديه جمع من أبناء القبيلة وغيرهم.


طرائف من حياته :

*   في سنة 1936م هم بالذهاب من أندر(سينت لويس) في رحلة لطلب العلم، فمر بوالدته  فسألته، إلى أين أنت ذاهب؟ فقال لها إلى المختار بن محبوب في(انجين) ، ثم انطلق صباحا حاملا معه مصحف ولوح و دراعة(فضفاضة)، مع قليل من النقود.

وعندما أخبر عمه داد بخبر ذهابه، من طرف الوالدة، تبعه صحبة شيخه:  عبد القادر ولد محلاسه وأقنعاه  بالرجوع، بعد أن اخبره العم أن أسرتهم لم يكتب لها - على مر التاريخ -  أن ذهب أحد منها للدراسة المحظرية خارج حدود القبيلة ورجع وضرب له أمثلة عدة في ذلك ، و ربما ايضا في إشارة إلى أن ما يحمله آبائه وطلابهم، ومن معهم من شيوخ وعلماء المنطقة يكفيه لكي يصبح من جهابذة العلماء -  وأنه بفعلته هذه يكون قد خرق تقليدا عرفيا للأسرة.
وطلب منه شيخه عبد القادر ولد محلاسه أن يعود معه إلى الديار، قائلا "عد معي، و سأدرسك جميع ما درست على أبيك من متون"،  فرجع معهم علي مضض، وتابع دراسته على شيخه ولد محلاسه - كما أسلفنا -  حتى توفي شيخه، ولما يستوف بعد تركة أبيه من العلم.


* ومن صور اهتمامه بالتحصيل العلمي أنه ذات مرة، جلس عند شيخيه، عبد القادر وأخوه أحمدين سنة كاملة، من الشتاء إلى الشتاء، وعندما هما بالذهاب إلى أندر ، أراد أن يصحبهم إلى هناك حتى لا ينقطع درسه، فتبعهم إلى أن دخلا في السفينة، فأراد أن يدخل معهم، فالتفت إليه أحمدين، وسأله: أنت لماذا لا تذهب إلى أهلك – وكان محمدو في ذلك العام كله لم يذهب إلى أهله بالرغم من قربهم منه في المسافة – فرد عليه: لن أذهب حتى تسمحوا لي بذلك، فكتب له أحمدين إجازته، وهو في داخل السفينة، ومحمدو خارجها، فاستلم الأخير الإجازة وذهب إلى منازل أهله في مكان يدعى(بوحفرة).

* ومن صور ورعه أيضا أنه، في العام 1954م دخل عليه احمد ولد الماء صباحا، واخبره أن الوالي يريده – وكانوا جميعا في أندر – وعندما وصلا الوالي، قال له، يا محمدو  إن أهل لكوارب (روصو) طلبوا مني أن أنصبك قاضيا عليهم، ذلك أن القاضي ( أبوبكر كن ) كان قاضيا وعندما تحولت العاصمة من المذرذرة إلى روصو احتاجوا إلى قاض جديد، وقد توافق الجميع عليك وطلبوا مني أن أحضرك لتكون قاضي المدينة، فقال العلامة محمدو للوالي: من أخبرك بذلك فقال له ( كوماند سركل)، فاعتذر محمدو عن القضاء بحجة أنه لا يعرف الأحكام الوضعية، فأكد له الوالي بأنه لن يحتاج إلى معرفة هذه القوانين، لأن القضاء سيكون قضاء إسلاميا، فاعتذر محمدو مرة ثانية، فاخبره الوالي بأنه يمكنه إجباره على القضاء، وأمره بأن يذهب ويتجهز للسفر، فسأل العلامة محمدو الوالي مرة أخرى، "قلت بأنه قضاء إسلامي؟، فقال الوالي نعم، فقال محمدو، إذا ستوفر لي سيافا وجلادا وسجنا، فاعتذر الوالي لعدم توفر هذه الأمور كلها ، فقال محمدو معنى ذلك أن الشريعة الإسلامية غير مطبقة، فضحك الوالي وقال له، أنت تريد دولة مستقلة وحكما مستقلا داخل كيان الدولة القائمة، وأهدى له بندقية غالية الثمن وقال له اذهب حتى أستدعيك، ولم يستدعه بعد ذلك.

ومسك القضاء بعد ذلك احمد طال ولد باب طال، لكن الأخير أيضا طلب من محمدو أن يتنازل له عن جزء من الحوزة الترابية للمدينة، أي من "آوليك" حتى "انتيكان" فيكون قاضيا فيه، فامتنع العلامة محمدو عن ذلك، قائلا "أنا لم اقبل القضاء كليا، فكيف اقبل به جزئيا"، وكان القاضي احمد طاليتعاون مع العلامة محمدو في بعض المسائل القضائية.

* ومن اللافت أنه أخبره شيخه: عبد القار ولد محلاسه انه إذا عاش فسوف تتحقق في حياته ثلاثة مسائل – فلا تتفاجئ منها –  وهي:
1- لن يدرس عليك احد ما درسته أنت علي.
2- سوف تتعرض للحسد  
3- سوف تكون أنت اكذب اهلك.

ويقول العلامة عن نفسه بأن كل هذه الثلاثة تحققت في حياته، فكان إذا أفتى بحكم، يكذبوه مع العلم انه تأتيه المعضلات من علماء عصره فيساهم في حلها.

* وكان العلامة محل تقدير وتبجيل من لدن معاصريه من علماء شنقيط وغيرهم، ومن صوره أنه أرسل صاحب هذا المقال يوما إلى العلامة الشيخ بداه ولد البوصيري رحمه الله ليدرس عليه و"عندما تعرف عليه بداه قربه منه حتى، أنه في بعض الأحيان يحضر لدرس الدولة – وهو درس خاص بالموظفين – فيقول الشيخ بداه لرواد مجلسه العلمي – بلغته الخاصة – هذا ابن صاحبي - يعني العلامة محمدو - وعندما أخبرت الوالد بذلك ضحك من كلام بداه، مع أنني – للأسف - لم أواصل الدراسة على الشيخ بداه رحمه الله.

مؤلفاته :

<!--[if !supportLists]-->-        <!--[endif]-->التخبيب ( عقاب المحلف المعلق على المخبب المخلق )
<!--[if !supportLists]-->-        <!--[endif]-->الآثار الصحيحة في السدل
<!--[if !supportLists]-->-        <!--[endif]-->تناسخ التركة
<!--[if !supportLists]-->-        <!--[endif]-->الشاي
مع العلم أن تآليفه ذهب بها المختار ولد حامدن لعرضها في المتحف الوطني، ولم يبق منها أي أثر عند أسرته.
توفي العلامة رحمه الله يوم 31/12/2007، وله من الأبناء الذكور واحد بارك الله في عمره ونفع به يسمى محمدن، ومن البنات ستة بارك الله فيهن جميعا ونفع بهن، أكبرهن الوالدة محجوبة بنت محمدو والتي توفيت في حياة أبيها العلامة محمدو، رحمة الله علي الجميع.

هذه عجالة، تتناول حياة هذا العلامة الجليل الذي شغل الناس بعلمه وورعه، خاصة أهل قطره، وهي تأتي من باب الوفاء له والبر به، وفتح الباب لمن يريد أن يتوسع في ذلك عبر الكتابة أو البحث العلمي، عنه أو عن غيره من علماء هذه القبيلة الشرفاء.


ملاحظة: اعتمدت في جمع هذه المعلومات على مقابلة أجريتها بنفسي مع العلامة قبل رحيله عن دنيانا، وارجوا أن يعينني الله على أن أجمع سيرته الشخصية في بحث علمي موثق أوسع يأخذ شكل كتاب إنشاء الله.

بقلم: الحسن ولد هاشم الملقب حم




0 التعليقات:

إرسال تعليق

مايرد فى خانة التعاليق لاتتحمل المدونة عنه اي مسؤليةولايعبربالضرورة عن وحهة نظرها