يعقوب ولد حمزة شيخ مقاطعة كرمسين
ابن ولد حيمدة نائب مقاطعة كرمسين
القائمة الرئيسية
الاقسام
- اعلام (5)
- السياحة والبيئة (2)
- ثقافة (1)
- ثقافة وتراث (14)
- رياضة (4)
- مقابلات (2)
- مقالات (13)
ارشيف سما بلوجر
-
▼
2012
(230)
-
▼
يناير
(39)
- طبل المحصر
- تضرر عشرات المزارعين بـ"أجدر لكراع" من مجرى مائي ت...
- درك كرمسين يحيل شبكة لتهريب المخدرات إلى سجن روصو
- سكان قريتي "انتارشه" و"التوفيق" مستاءون من عدم وفا...
- ولد عبد القادر: موريتانيا لن تتخلف عن ركب التغيير ...
- لــمــــاذا يـبـخـلــــون؟!
- ثمانية ملايين أوقية لتعويض المتضررين من عملية الهد...
- تسعة دكاكين لتوزيع مواد استهلاكية مدعومة في كرمسين
- انطلاق برنامج "الأمل 2012" بهدف التخفيف من آثار ال...
- الدرك بـ"كرمسين" يحيل شبكة لتهريب البشر إلى سجن "ر...
- الصيادون السنغاليون يفوضون أحد المشايخ لتسوية مشكلهم
- عمال "سنات" يهددون بإضراب شامل
- عبد العزيز: السيول في "شمامه" فتكت بمزارعنا ومواشينا
- قريش اتيام : السنغاليون هم المخطئون في أزمة الصيادين
- التنمية الريفية تؤكد توقف مشروع التنمية الجماعية
- انتخاب ولد خيرها رئيسا للمكتب الجهوي للشباب باترارزه
- تظاهرة سياسية فى عرفات دعما لولدخطرى صور
- ولد اليدالي: نظام ولد عبد العزيز "عسكري، شمولي، لا...
- ولد محمد لغظف: برنامج "أمل 2012" سينطلق هذا الشهر
- الطريق الشائكة في مجتمع بلا ذاكرة
- بعد حادث أنجاكو.. إغلاق ثلاثة معابر حدودية بين الس...
- معبر انجاكو: إصابة 4 صياديين سنغاليين في اشتباك مع...
- النائب ولد حيمده: أحداث مقامة الأخيرة ليست تظاهرة ...
- ولد أبيليل: طلاب المعهد العالي مغرر بهم
- النائب ولد حيمده يطالب بسحب تراخيص أحزاب تدعو للعنف
- تأثير الشناقطة الروحي في أقصى الغرب الأميركي!
- المركز الصحي بكرمسين: غياب التجهيزات وتأثير التقاد...
- ولد أبيليل: ولد بلال "لص" ونواب المعارضة "دعاة فتنة"
- مجموعة "دار السلام - أنتارشه" تعلن رسميا انضمامها ...
- تعيين ولد لمرابط حاكما مساعدا في مقاطعة كرمسين
- الرمال تنتشر على مقاطع من طريق روصو - نواكشوط بالق...
- انجاكو صراع الانسان من اجل البقاء
- التصوف الشنقيطي : المراحل التاريخية. أهم الطرق الص...
- 30 ألف طن من القمح لمواجهة الجفاف بموريتانيا
- هجرات متتالية للمنمين الموريتانيين نحو السنغال بحث...
- نقيب الصحفيين: الإعلام المحلي حل لمشكلة المركزية ف...
- من علماء كرمسين: العلامة محمدو المعاصر (الداه )
- من اعلام منطقة كرمسين الغلامة الشيخ محمد مختاربن م...
- حول حراك "الوئام" في كرمسين(مقال رأي)
-
▼
يناير
(39)
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
مختارات القراء لهذا الشهر
-
كانت بداية التصوف الإسلامي هروبا إلى الله، وزهدا في الدنيا وملذاتها وسعيا إلى الانزواء والتعبد، وابتعادا عن الفتن والمجون، لأن التصوف الإسل...
-
قال المتحدث باسم مجموعة "دار السلام – انتارشه" أمباب ولد محمد إن انضمام المجموعة جاء بعد دراسة عميقة للوضع السياسي للبلد، وأنها اخ...
-
يوجد الطبل كرمز للسيادة لدى جل الإمارات، كما توجد طبول فرعية لدى بعض القبائل ذات الشوكة القريبة نسبا أو سياسيا من القبائل الأميرية. وإن كان...
-
تحتل العلاقات الثقافية و الروحية بين موريتانيا و السنغال حيزا كبيرا من اهتمام المؤرخين و الباحثين في مجال الفكر و الثقافة ، لذلك لن أطيل الح...
-
كرم اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين رعيله الأول في أمسية أدبية عقدت بدار الشباب القديمة وسط حضور لافت للجيل الجديد من الشعراء وبعض المهت...
-
قالت مصادر مطلعة لـ"أخبار كرمسين" إن عمال طريق أعويفيه - كرمسين لم يتقاضوا هذه المرة إلا نصف رواتبهم، وأن الشركة التي تتولى إنج...
-
انتقد خبراء بيئيون منح تراخيص لأجانب من أجل القضاء على الخنازير البرية في منطقة "شمامه"؛ خاصة منها الشق الذي تقع عليه حدود ...
-
إسلم ولد محمد الكبير* قد يستغرب المتابع للشأن التربوي المحلي تقاعس جُل – إن لم نقل كل – رجال الأعمال الموريتانييين عن التبرع للمؤسسات ...
-
نشأ يتيما في أحضان أخواله، الذين اعتنوا بتدريسه، لما كانت تحدوهم في ذلك من رغبة جامحة في أن لا ينقطع وصل العلم الذي عرفت به أسرة العلامة. ...
-
اسمه ونسبه: هو العلامة محمد عبد الله بن المختار بن محمد آسكر بن حيمدّ بن عبد الله بن حمدان ، أمه: الصغرى بنت محمد لكبير بن المختار بن حي...
أرشيف المدونة
-
▼
2012
(230)
-
▼
يناير
(39)
- طبل المحصر
- تضرر عشرات المزارعين بـ"أجدر لكراع" من مجرى مائي ت...
- درك كرمسين يحيل شبكة لتهريب المخدرات إلى سجن روصو
- سكان قريتي "انتارشه" و"التوفيق" مستاءون من عدم وفا...
- ولد عبد القادر: موريتانيا لن تتخلف عن ركب التغيير ...
- لــمــــاذا يـبـخـلــــون؟!
- ثمانية ملايين أوقية لتعويض المتضررين من عملية الهد...
- تسعة دكاكين لتوزيع مواد استهلاكية مدعومة في كرمسين
- انطلاق برنامج "الأمل 2012" بهدف التخفيف من آثار ال...
- الدرك بـ"كرمسين" يحيل شبكة لتهريب البشر إلى سجن "ر...
- الصيادون السنغاليون يفوضون أحد المشايخ لتسوية مشكلهم
- عمال "سنات" يهددون بإضراب شامل
- عبد العزيز: السيول في "شمامه" فتكت بمزارعنا ومواشينا
- قريش اتيام : السنغاليون هم المخطئون في أزمة الصيادين
- التنمية الريفية تؤكد توقف مشروع التنمية الجماعية
- انتخاب ولد خيرها رئيسا للمكتب الجهوي للشباب باترارزه
- تظاهرة سياسية فى عرفات دعما لولدخطرى صور
- ولد اليدالي: نظام ولد عبد العزيز "عسكري، شمولي، لا...
- ولد محمد لغظف: برنامج "أمل 2012" سينطلق هذا الشهر
- الطريق الشائكة في مجتمع بلا ذاكرة
- بعد حادث أنجاكو.. إغلاق ثلاثة معابر حدودية بين الس...
- معبر انجاكو: إصابة 4 صياديين سنغاليين في اشتباك مع...
- النائب ولد حيمده: أحداث مقامة الأخيرة ليست تظاهرة ...
- ولد أبيليل: طلاب المعهد العالي مغرر بهم
- النائب ولد حيمده يطالب بسحب تراخيص أحزاب تدعو للعنف
- تأثير الشناقطة الروحي في أقصى الغرب الأميركي!
- المركز الصحي بكرمسين: غياب التجهيزات وتأثير التقاد...
- ولد أبيليل: ولد بلال "لص" ونواب المعارضة "دعاة فتنة"
- مجموعة "دار السلام - أنتارشه" تعلن رسميا انضمامها ...
- تعيين ولد لمرابط حاكما مساعدا في مقاطعة كرمسين
- الرمال تنتشر على مقاطع من طريق روصو - نواكشوط بالق...
- انجاكو صراع الانسان من اجل البقاء
- التصوف الشنقيطي : المراحل التاريخية. أهم الطرق الص...
- 30 ألف طن من القمح لمواجهة الجفاف بموريتانيا
- هجرات متتالية للمنمين الموريتانيين نحو السنغال بحث...
- نقيب الصحفيين: الإعلام المحلي حل لمشكلة المركزية ف...
- من علماء كرمسين: العلامة محمدو المعاصر (الداه )
- من اعلام منطقة كرمسين الغلامة الشيخ محمد مختاربن م...
- حول حراك "الوئام" في كرمسين(مقال رأي)
-
▼
يناير
(39)
المتابعون
الكلمات الدلالية
- اعلام (5)
- السياحة والبيئة (2)
- ثقافة (1)
- ثقافة وتراث (14)
- رياضة (4)
- مقابلات (2)
- مقالات (13)
9:47 م
المحور الثاني : الطرق الصوفية في بلاد شنقيط
دخلت هذه البلاد الشنقيطية عدة طرق صوفية، سيطرت كل واحدة منها على مجموعة قارة أو من البدو الرحل، ويبدو أنها قد جاءت في فترات زمنية متقاربة وعلى أيدي شيوخ مغاربة.
وبما أن هذه الصحاري مفتوحة وشيوخ التصوف يتنافسون في نشر طرقهم فإن تحديد أولها وصولا إلى هذه الديار يبدو شاقا إن لم يكن مستحيلا، ومع ذلك يعتقد الكثير من الباحثين في هذا المجال أن أولها وصولا: الطريقة القادرية فالشاذلية وأخيرا التيجانية بالإضافة إلى طرق أخرى أقل انتشارا من سابقاتها.
- الطريقة القادرية
تعتبر هذه الطريقة من أهم الطرق الصوفية وأوسعها انتشارا في العالم الإسلامي، وابلغها تأثيرا فكريا واجتماعيا وسياسيا في الكثير من البلدان وفي هذا البلد بالخصوص .
والقادرية منسوبة إلى مؤسسها سيدي عبد القادر الجيلاني المتوفى "561 هـ-1167م" وقد انتقلت طريقته إلى المغرب عن طريق أبي مدين شعيب الأنصاري الأندلسي "ت594-1198م"، وأخذها عن شعيب الأنصاري عبد السلام بن مشيش الذي انتشرت على يده بصفة محدودة، وسوف يبذل الشيخ محمد عبد الكريم المغيلي التلمساني التواتي "ت 940هـ/1533م" جهودا كبيرة في نشر القادرية، فقد زار بلاد السودان ومنطقة منحنى نهر النيجر وكان وفيا لمرجعيته الفكرية ونشر القادرية حيثما حل، وعنه أخذها من هذه البلاد الشنقيطية الشيخ سيدي أعمر بن الشيخ سيد أحمد البكاي الكنتي "ت959هـ- 1552م" الذي ينسب إليه تأسيسها في السودان والصحراء.
وتنقسم القادرية في البلاد الشنقيطية إلى شعبتين كبيرتين هما :
أ- البكائية الكنتية : وهي منسوبة إلى مؤسسها الشيخ سيد أعمر بن الشيخ سيد أحمد البكاي الذي زار توات عدة مرات ولقي المغيلى وتتلمذ عليه ردحا من الزمن في بداية القرن 10 هـ إلا هذه الشعبة لم تبلغ أقصى مراتب الازدهار والانتشار إلا مع الشيخ سيدي المختار الكنتي (ت 1226هـ - 1821م) والذي يعد بحق مؤسس التصوف الطرقي في البلاد الشنقيطية.
وإلى البكائية ينتسب الكثير من الإعلام العلماء من مختلف مناطق البلاد من أمثال : الشيخ سيديا الكبير الذي أخذها عن الشيخ سيدي المختار الكنتي ثم عن ابنه الشيخ سيدي محمد، والشيخ أحمد بن حبيب الرحمن التندغي، والشيخ أحمد بن سليمان الديماني، والقاضي بن الحاج الاجيجبي وكذلك الشيخ محمد المامي الباركللي، ولمرابط بن عبد الفتاح التركزي وغيرهم كثير.
ومن اختلاف المناطق التي جاء منها تلاميذ الشيخ سيدي المختار الكنتي وأهمية الأدوار التي قاموا بها فيما بعد يتضح أن هذا الفرع من القادرية في شنقيط كان دائما في قمة الهرم الديني والسياسي، حيث يبدوا أن العلماء الذين حملوا الهم العام على أكتافهم كان الكثير منهم شيوخا في هذه الطريقة فالدور الذي قام به الشيخ سيد المختار الكنتي من إصلاح بين المتخالفين وعزل وتولية للأمراء وخاصة في منطقة ازواد كلها أمور تدل على ذلك الدور، ولم يكن الشيخ سيديا الكبير في منطقة القبلة إلا مثالا آخر على التأثير القوى للبكائية القادرية في بلاد شنقيط .
ب- الفاضلية : هي الشعبة الثانية من القادرية في بلاد شنقيط وكونها ثانية لا يعني أنها جاءت بعد البكائية، إذ يعتقد البعض أن تأسيسهما كان متزامنا، والفاضلية منسوبة إلى الشيخ محمد فاضل بن مامين القلقمي "1780- 1869م" الذي نشأ في منطقة الحوض الشرقي، ومن هناك انتقل إلى قرية اجريف الواقعة شمال مدينة شنقيط بولاية آدرار.
وزع الشيخ محمد فاضل بن مامين أبناءه في مناطق البلاد وحمل كل منهم لواء الفاضلية القادرية، حيث كان الشيخ سعد أبيه في الترارزة وما حولها وخاصة على الضفة اليسرى للنهر، والشيخ ماء العينين في أدرار والصحراء وفي الجنوب المغربي، أما سيد الخير فبقي في الحوض ومنه ظل وفيا لصلات الأسرة بالسودان، ومن هذا التوزيع الذي قام به الشيخ محمد فاضل لأبنائه تتضح نيته في نشر الفاضلية في أوسع مجال ممكن داخل البلاد الشنقيطية والبلدان المجاورة.
تحقق للشيخ محمد فاضل مبتغاه فاتسع مجال الفاضلية وكثر مريدوها واشتهر أبناءه شهرة كبيرة وحازوا مرتبة عالية في قمة الهرم الديني والاجتماعي وحتى السياسي.
وقد أصبح الشيخان ماء العينين وسعد أبيه من أشهر شخصيات الفاضلية على الإطلاق وحتى من أشهر شيوخ القادرية الذين اهتموا بقضية السيطرة الاستعمارية على البلاد الشنقيطية، سواء كان بالقبول والموالاة أو بالرفض والمحاربة
ومن أشهر الشخصيات العلميات التي أخذت الورد الفاضلي القادري الشيخ المجتبى بن خطري البصادي الذي أخذه عن الشيخ ماء العينين، والشيخ أحمد أبو المعالي التاكاطي والشيخ التراد بن الشيخ العباس الحضرمي الذين أخذاه عن الشيخ سعد أبيه، وقد أخذه كذلك الشيخ محمد عبد الله بن أده البصادي عن الشيخ التراد .
- الطريقة الشاذلية
وتنسب هذه الطريقة إلى الإمام أبي الحسن الشاذلي، وهو علي بن عبد الله الشاذلي المولود سنة 571هـ في صعيد مصر، وقد دخلت الشاذلية إلى البلاد الشنقيطية عن طريق شيخين مغربيين هما :
- احمد زروق المتوفى سنة 963 م.
- محمد ناصر الدرعي المتوفى سنة 1036م.
وبهذين الشيخين تمر السلسلة المحلية للطريقة الشاذلية وهي طريقة نخبوية محدودة الانتشار بين العامة إذا ما قورنت بطرق أخرى مثل القادرية.
ويبدوا أن أغلب المنتسبين إليها من العلماء والفقهاء الذين حازوا المراتب العليا في العلوم الشرعية، ومن أشهر العلماء الشناقطة الشاذليين سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي، وتلميذه الطالب أحمد بن أطوير الجنة، وأتشفغ الخطاط، وزائد المسلمين التاشدبيتي. الخ.
وقد دخلت الشاذلية إلى البلاد في القرن 10هـ مما يعني تزامن دخولها مع دخول القادرية ويشير الخليل النحوي في المنارة والرباط إلى أنه يمكن أن تكون قد دخلت قبلها ويقسمها البعض إلى :
أ- المتالية : وهي منسوبة إلى الشيخ محمذن فال بن متالي التندغي العالم الجليل والشاعر الأديب الذي اشتهر بالدعوة إلى طلب العلم وتعليمه، المولود سنة 1205هـ و المتوفى سنة 1287هـ.
ومن أشهر تلاميذته الشيخ محمد فال المختار بن آلما الديماني، ويحظيه بن عبد الودود، واشتهرت الشاذلية عموما بالاعتماد على طلب العلم في المقام الأول وبتحريم الدخان وكان لها موقف واضح من متعاطيه ومن أمور آخرى اختصرها الشيخ محمد الحسن بن الددو في :
- عدم التدخين أو الإعانة على تعاطيه أو الصلاة خلف متعاطيه
- عدم نوم الصبيحة
- عدم الإكثار من الهذر في القول والعمل مع الحيطة في الورع.
وهذه الأمور يجب أن يلتزم بها مريدو الشاذلية أمام شيوخهم.
ب- الاغظفية : وتنسب إلى الشيخ محمد الاغظف الداودي الجعفري المتوفى سنة 1218هـ ، وهو رجل موصوف بالورع والزهد والتعبد إلى أخر ذلك من الصفات الطيبة إلا أن المعلومات الدقيقة عنه تكاد تكون معدومة.
يصفه الكثير من مشايخ الفاضلية فيثنون عليه وهو ما يشير إلى احتمال اتصال السند الفاضلي القادري بهذا الشيخ.
ويوصل صاحب أطروحة "القادرية في موريتانيا عرض ونقد" سند الاغظفية إلى محمد ناصر الدرعي مما يعني أنها فرع ثاني للشاذلية في البلاد الشنقيطية ويؤكد أن ما ذكره الخليل النحوي من أنها مزيج بين القادرية والشاذلية غير وارد.
ومن أشهر المنتسبين إلى هذه الطريقة الشيخ محمد أحمد الغزواني البصادي والشيخ أحمد بن الطالب بن نوح البصادي، والشيخ المحفوظ بن بيه، الذي أخذها عن عمه الشيخ محمد محمود.
وقد اهتم الفرنسيون بهذه الطريقة اهتماما خاصا وكتبوا عنها العديد من الأبحاث ويعتقد الخليل النحوي أن سر ذلك الاهتمام يعود إلى أمور ثلاث .
- إنها طريقة شنقيطية المنشأ
- أن الشريف سيدي بن مولاي الزين قاتل كبولاني ينتسب إليها
- أنها نظمت هجرة جماعية إبان دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد الشنقيطية
وما يلاحظ من خلال المراجع المتوفرة أن هذا الفرع من الشاذلية يلفه غموض شديد فمشائخه لا يحبون تقديم معلومات عن طريقتهم، وأغلب مريديهم من العمال الذين لا صلة لهم بالعلم عكس المتاليين الذين يشترطون التفقه لإعطاء الورد الشاذلي.
والاغظفية مزيج بين الطريقتين القادرية والشاذلية وقد تبين أنها ناصرية درعية والدرعية زروقية شاذلية قادرية هي الأخرى.
- الطريقة التيجانية
وتنسب إلى أبي العباس أحمد محمد المختار بن محمد سالم التيجاني "1150-1235هـ" وتعبر من آخر الطرق الصوفية وصولا إلى البلاد الشنقيطية، وقد تلقاها عن مؤسسها بفاس عدد من الشناقطة من أمثال الشيخ محمد الحافظ بن المختار بن حبيب العلوي، والذي يبدوا أنه عاد إلى البلاد سنة 1220هـ وإليه يعود الفضل في نشر التيجانية في هذه البلاد وقد بدأ بأبناء عمومته.
كما تلقاها عن سيد احمد بن محمد سالم التيجاني أحمد ومحمد أبني الإمام سيد عبد الرحمن الوداني الشنقيطي وكذلك أخذها سيد مولود فال عن الشيخ محمد الحافظ. وفروعها الأساسية في البلاد الشنقيطية هما التجانية الحموية نسبة إلى حماه الله التيشيتي الذي وقف ضد الاستعمار الفرنسي، والتجانية الحافظية نسبة إلى أول من نقل تعاليم الطريقة التجانية إلى بلاد شنقيط وغربي إفريقيا العلامة عبد الحافظ العلوي
وقد انتشرت الطريقة التيجانية انتشارا واسعا في إفريقيا الغربية ومن أشهر مشائخها هناك الشيخ إبراهيم الكولخي الذي ازدهرت وبلغت أوج انتشارها على يده في مناطق السنغال والسودان عموما، وإلى التجانية ينتسب الحمويون كما قلت أنفا إلى الشيخ أحمد حماه الله التيشيتي وهو الذي ناصب الفرنسيين العداء، وتزعم ثورة كبيرة ضدهم في المناطق الشرقية من البلاد أدت بفرنسا إلى نفيه حيث مات في ظروف غامضة حوالي سنة "1943م".
ويعود الفضل إلى الطريقة التيجانية في نشر الإسلام في أجزاء كبيرة من إفريقيا الغربية وقد حارب بعض مشائخ هذه الطريقة الاستعمال الأوروبي في مناطق مختلفة من القارة.
ومع أن دعاة هذه الطرق الصوفية الكبيرة التي سيطرت على المجال الشنقيطي نسبيا والتي تحدثنا عنها سابقا، ظهرت طرق أخرى كانت أقل أهمية من حيث الانتشار والأداء العام مثل : الصديقية والخضرية وهي طرق تتصل بالطرق السابقة.
- الاستنتاجات :
نستنتج مما سبق ذكره أن المراحل التاريخية للتصوف الإسلامي بدأت أولا بالتقيد بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن إبتداءا من المرحلة الثانية أخد الزهد وحب الله منحى فلسفي وبعد ذلك أخذ التصوف الإسلامي يجنح إلى الفكر والتأمل فظهرت المقامات والاصطلاحات الصوفية وبعدها أخذ التصوف ينتشر على نطاق واسع.
وفيما يتعلق باستنتاجنا حول الزوايا "أو المتصوفة" فقد أثروا في بلاد شنقيط، والمجتمع الإفريقي بصفة عامة تأثيرا بالغ الأهمية، وفي مختلف المجالات، وخاصة الجانب الديني والفكري. للطرق الصوفية في بلاد شنقيط وغربي إفريقيا.
لقد كان المجال الصحراوي قبلة أمام المتصوفة الذين وفدوا على البلاد الشنقيطية من كل حدب وصوب، واستقبلهم الأهالي بحفاوة وإقبال منقطع النظير.
وقد استمر المتصوفة في أداء أدوارهم الدينية والثقافية بل يمكن القول إن هذا الدور قد بلغ أقصى مداه في القرون الأربعة الأخيرة، وانتشرت معالم التصوف في أرجاء المجال الشنقيطي.
كما أبلى المتصوفة بلاء حسنا في التصدي للمستعمر الفرنسي الذي حاول تأسيس مدارس فرنسية محل المحضرة "الجامعة الأهلية العتيقة".
وقد قال في ذلك الرائد الفرنسي تشادي "وهو من منظري الاستعمار الفرنسي في بلاد شنقيط" : إن مقاومة الاستعمار الثقافي اقترنت بحماس ديني عارم، فقد ازداد البيضان تمسكا بالإسلام وتطبيقا لشعائره خلال فترة الاستعمار وكانوا في حماسهم يقظين لا يخدعون بسهولة .
وكذلك نستنتج من خلال تحليلنا للتصوف الشنقيطي أنه مع ظهور الشيخ سيديا المختار الكنتي عرف التصوف الشنقيطي منعطفا حاسما إذ عرفت البلاد التصوف الطرقي في أبهى حلله على يديه وظهرت الأربطة والزوايا، وأخذ عنه أعلام الورد القادري البكائي، وحملوه إلى كل مناطق البلاد لتنتشر القادرية في بلاد شنقيط.
ولم تكن الطريقة الشاذلية أقل أهمية وأن كانت أقل انتشارا وذلك لاعتبارها طريقة نخبوية إنتمى إليها أعلام أمثال سيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم، ومحمذن فال ولد متالي، ويحظيه ولد عبد الودود، والشيخ الغزواني البصادي.
أما الطريقة التيجانية فقد جاءت متأخرة عن سابقاتها ومع ذلك كان دورها كبيرا في نشر الإسلام في منطقة الغرب الإفريقي، وانتمى إليها مشائخ ناهضوا الاستعمار من أمثال الشيخ حماه الله التيشيتي الذي قارع الفرنسيين وأثار حمية القبائل ضدهم بالشرق الشنقيطي مما اضطرهم إلى نفيه عدة مرات.
البيبليـوغرافيـا
1- أبو الحسن: الشاذلي، درة الأسرار وتحفة الأبراز، جمع ابن الصباغ المكتبة الأزهرية للتراث، القاهر 1988.
2- أبو العباس البوني، منبع أصول الحكمة، مطبعة المشهد الحسيني، القاهرة/ 1988.
3- أبو العباس المنوني، شمس المعارف الكبرى دار المنار، تونس،1990.
4- أبو القاسم الحفناوي، تعريف الخلق برك بكرامات برجال السلف مؤسسة الرسالة، دمشق 1985 .
5- أبو بكر محمد الكلاباذي، التعرف لمذهب أهل التصوف، الطبعة الثالثة، تحقيق محمود أمين النواوي، المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة 1992 .
6- أبو حامد الغزالي، المتقد من الضلال، الطبعة الثالثة تحقيق عبد الحليم محمود، دار المعارف، مصر القاهرة 1988.
7- أبو حفص السهروردي، فوارق المعارف، الطبعة الأولى دار الكتب العلمية، يرون 1986.
8- حماه الله ولد السالم: موريتانيا في الذاكرة العربية، ط1 مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2005.
9- الخليل النحوي: بلاد شنقيط المنارة والرباط، المنظمة العربية للتربية والثقافية والعلوم، تونس 1987.
10- محمد الأمين ولد سيد أحمد : السلطة والفقهاء في إمارة الترارزة، ط1، المنار، أنواكشوط، 2003.
11- محمد الداه أحمد : القادرية في موريتانيا عرض ونقد، بحث لنيل درجة الماجستير في العقيدة، كلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى، بمكة المكرمة 1412هـ ج1.
12- محمد الداه احمد، القادرية في موريتانيا، عرض ونقد، بحث مقدم لنيل درجة الماجستير، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، ج 1، 1412هـ.
13- محمد سالم ولد اغربط، القادرية الفاضلية في موريتانيا وموقفها من الاستعمار الفرنسي، قسم التاريخ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة انواكشوط، السنة 1990م.
14- محمد سالم ولد أغربط، القادرية الفاضلية في موريتانيا وموقفها من الاستعمار الفرنسي، قسم التاريخ، كلية الآداب جامعة أنواكشوط، 1990-1991.
15- محمد الأمين ولد سيد أحمد، السلطة والفقهاء في إمارة الترارزة، ط1، مطبعة المنارة، لكصر، أنواكشوط، موريتانيا، 2003م.
دخلت هذه البلاد الشنقيطية عدة طرق صوفية، سيطرت كل واحدة منها على مجموعة قارة أو من البدو الرحل، ويبدو أنها قد جاءت في فترات زمنية متقاربة وعلى أيدي شيوخ مغاربة.
وبما أن هذه الصحاري مفتوحة وشيوخ التصوف يتنافسون في نشر طرقهم فإن تحديد أولها وصولا إلى هذه الديار يبدو شاقا إن لم يكن مستحيلا، ومع ذلك يعتقد الكثير من الباحثين في هذا المجال أن أولها وصولا: الطريقة القادرية فالشاذلية وأخيرا التيجانية بالإضافة إلى طرق أخرى أقل انتشارا من سابقاتها.
- الطريقة القادرية
تعتبر هذه الطريقة من أهم الطرق الصوفية وأوسعها انتشارا في العالم الإسلامي، وابلغها تأثيرا فكريا واجتماعيا وسياسيا في الكثير من البلدان وفي هذا البلد بالخصوص .
والقادرية منسوبة إلى مؤسسها سيدي عبد القادر الجيلاني المتوفى "561 هـ-1167م" وقد انتقلت طريقته إلى المغرب عن طريق أبي مدين شعيب الأنصاري الأندلسي "ت594-1198م"، وأخذها عن شعيب الأنصاري عبد السلام بن مشيش الذي انتشرت على يده بصفة محدودة، وسوف يبذل الشيخ محمد عبد الكريم المغيلي التلمساني التواتي "ت 940هـ/1533م" جهودا كبيرة في نشر القادرية، فقد زار بلاد السودان ومنطقة منحنى نهر النيجر وكان وفيا لمرجعيته الفكرية ونشر القادرية حيثما حل، وعنه أخذها من هذه البلاد الشنقيطية الشيخ سيدي أعمر بن الشيخ سيد أحمد البكاي الكنتي "ت959هـ- 1552م" الذي ينسب إليه تأسيسها في السودان والصحراء.
وتنقسم القادرية في البلاد الشنقيطية إلى شعبتين كبيرتين هما :
أ- البكائية الكنتية : وهي منسوبة إلى مؤسسها الشيخ سيد أعمر بن الشيخ سيد أحمد البكاي الذي زار توات عدة مرات ولقي المغيلى وتتلمذ عليه ردحا من الزمن في بداية القرن 10 هـ إلا هذه الشعبة لم تبلغ أقصى مراتب الازدهار والانتشار إلا مع الشيخ سيدي المختار الكنتي (ت 1226هـ - 1821م) والذي يعد بحق مؤسس التصوف الطرقي في البلاد الشنقيطية.
وإلى البكائية ينتسب الكثير من الإعلام العلماء من مختلف مناطق البلاد من أمثال : الشيخ سيديا الكبير الذي أخذها عن الشيخ سيدي المختار الكنتي ثم عن ابنه الشيخ سيدي محمد، والشيخ أحمد بن حبيب الرحمن التندغي، والشيخ أحمد بن سليمان الديماني، والقاضي بن الحاج الاجيجبي وكذلك الشيخ محمد المامي الباركللي، ولمرابط بن عبد الفتاح التركزي وغيرهم كثير.
ومن اختلاف المناطق التي جاء منها تلاميذ الشيخ سيدي المختار الكنتي وأهمية الأدوار التي قاموا بها فيما بعد يتضح أن هذا الفرع من القادرية في شنقيط كان دائما في قمة الهرم الديني والسياسي، حيث يبدوا أن العلماء الذين حملوا الهم العام على أكتافهم كان الكثير منهم شيوخا في هذه الطريقة فالدور الذي قام به الشيخ سيد المختار الكنتي من إصلاح بين المتخالفين وعزل وتولية للأمراء وخاصة في منطقة ازواد كلها أمور تدل على ذلك الدور، ولم يكن الشيخ سيديا الكبير في منطقة القبلة إلا مثالا آخر على التأثير القوى للبكائية القادرية في بلاد شنقيط .
ب- الفاضلية : هي الشعبة الثانية من القادرية في بلاد شنقيط وكونها ثانية لا يعني أنها جاءت بعد البكائية، إذ يعتقد البعض أن تأسيسهما كان متزامنا، والفاضلية منسوبة إلى الشيخ محمد فاضل بن مامين القلقمي "1780- 1869م" الذي نشأ في منطقة الحوض الشرقي، ومن هناك انتقل إلى قرية اجريف الواقعة شمال مدينة شنقيط بولاية آدرار.
وزع الشيخ محمد فاضل بن مامين أبناءه في مناطق البلاد وحمل كل منهم لواء الفاضلية القادرية، حيث كان الشيخ سعد أبيه في الترارزة وما حولها وخاصة على الضفة اليسرى للنهر، والشيخ ماء العينين في أدرار والصحراء وفي الجنوب المغربي، أما سيد الخير فبقي في الحوض ومنه ظل وفيا لصلات الأسرة بالسودان، ومن هذا التوزيع الذي قام به الشيخ محمد فاضل لأبنائه تتضح نيته في نشر الفاضلية في أوسع مجال ممكن داخل البلاد الشنقيطية والبلدان المجاورة.
تحقق للشيخ محمد فاضل مبتغاه فاتسع مجال الفاضلية وكثر مريدوها واشتهر أبناءه شهرة كبيرة وحازوا مرتبة عالية في قمة الهرم الديني والاجتماعي وحتى السياسي.
وقد أصبح الشيخان ماء العينين وسعد أبيه من أشهر شخصيات الفاضلية على الإطلاق وحتى من أشهر شيوخ القادرية الذين اهتموا بقضية السيطرة الاستعمارية على البلاد الشنقيطية، سواء كان بالقبول والموالاة أو بالرفض والمحاربة
ومن أشهر الشخصيات العلميات التي أخذت الورد الفاضلي القادري الشيخ المجتبى بن خطري البصادي الذي أخذه عن الشيخ ماء العينين، والشيخ أحمد أبو المعالي التاكاطي والشيخ التراد بن الشيخ العباس الحضرمي الذين أخذاه عن الشيخ سعد أبيه، وقد أخذه كذلك الشيخ محمد عبد الله بن أده البصادي عن الشيخ التراد .
- الطريقة الشاذلية
وتنسب هذه الطريقة إلى الإمام أبي الحسن الشاذلي، وهو علي بن عبد الله الشاذلي المولود سنة 571هـ في صعيد مصر، وقد دخلت الشاذلية إلى البلاد الشنقيطية عن طريق شيخين مغربيين هما :
- احمد زروق المتوفى سنة 963 م.
- محمد ناصر الدرعي المتوفى سنة 1036م.
وبهذين الشيخين تمر السلسلة المحلية للطريقة الشاذلية وهي طريقة نخبوية محدودة الانتشار بين العامة إذا ما قورنت بطرق أخرى مثل القادرية.
ويبدوا أن أغلب المنتسبين إليها من العلماء والفقهاء الذين حازوا المراتب العليا في العلوم الشرعية، ومن أشهر العلماء الشناقطة الشاذليين سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي، وتلميذه الطالب أحمد بن أطوير الجنة، وأتشفغ الخطاط، وزائد المسلمين التاشدبيتي. الخ.
وقد دخلت الشاذلية إلى البلاد في القرن 10هـ مما يعني تزامن دخولها مع دخول القادرية ويشير الخليل النحوي في المنارة والرباط إلى أنه يمكن أن تكون قد دخلت قبلها ويقسمها البعض إلى :
أ- المتالية : وهي منسوبة إلى الشيخ محمذن فال بن متالي التندغي العالم الجليل والشاعر الأديب الذي اشتهر بالدعوة إلى طلب العلم وتعليمه، المولود سنة 1205هـ و المتوفى سنة 1287هـ.
ومن أشهر تلاميذته الشيخ محمد فال المختار بن آلما الديماني، ويحظيه بن عبد الودود، واشتهرت الشاذلية عموما بالاعتماد على طلب العلم في المقام الأول وبتحريم الدخان وكان لها موقف واضح من متعاطيه ومن أمور آخرى اختصرها الشيخ محمد الحسن بن الددو في :
- عدم التدخين أو الإعانة على تعاطيه أو الصلاة خلف متعاطيه
- عدم نوم الصبيحة
- عدم الإكثار من الهذر في القول والعمل مع الحيطة في الورع.
وهذه الأمور يجب أن يلتزم بها مريدو الشاذلية أمام شيوخهم.
ب- الاغظفية : وتنسب إلى الشيخ محمد الاغظف الداودي الجعفري المتوفى سنة 1218هـ ، وهو رجل موصوف بالورع والزهد والتعبد إلى أخر ذلك من الصفات الطيبة إلا أن المعلومات الدقيقة عنه تكاد تكون معدومة.
يصفه الكثير من مشايخ الفاضلية فيثنون عليه وهو ما يشير إلى احتمال اتصال السند الفاضلي القادري بهذا الشيخ.
ويوصل صاحب أطروحة "القادرية في موريتانيا عرض ونقد" سند الاغظفية إلى محمد ناصر الدرعي مما يعني أنها فرع ثاني للشاذلية في البلاد الشنقيطية ويؤكد أن ما ذكره الخليل النحوي من أنها مزيج بين القادرية والشاذلية غير وارد.
ومن أشهر المنتسبين إلى هذه الطريقة الشيخ محمد أحمد الغزواني البصادي والشيخ أحمد بن الطالب بن نوح البصادي، والشيخ المحفوظ بن بيه، الذي أخذها عن عمه الشيخ محمد محمود.
وقد اهتم الفرنسيون بهذه الطريقة اهتماما خاصا وكتبوا عنها العديد من الأبحاث ويعتقد الخليل النحوي أن سر ذلك الاهتمام يعود إلى أمور ثلاث .
- إنها طريقة شنقيطية المنشأ
- أن الشريف سيدي بن مولاي الزين قاتل كبولاني ينتسب إليها
- أنها نظمت هجرة جماعية إبان دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد الشنقيطية
وما يلاحظ من خلال المراجع المتوفرة أن هذا الفرع من الشاذلية يلفه غموض شديد فمشائخه لا يحبون تقديم معلومات عن طريقتهم، وأغلب مريديهم من العمال الذين لا صلة لهم بالعلم عكس المتاليين الذين يشترطون التفقه لإعطاء الورد الشاذلي.
والاغظفية مزيج بين الطريقتين القادرية والشاذلية وقد تبين أنها ناصرية درعية والدرعية زروقية شاذلية قادرية هي الأخرى.
- الطريقة التيجانية
وتنسب إلى أبي العباس أحمد محمد المختار بن محمد سالم التيجاني "1150-1235هـ" وتعبر من آخر الطرق الصوفية وصولا إلى البلاد الشنقيطية، وقد تلقاها عن مؤسسها بفاس عدد من الشناقطة من أمثال الشيخ محمد الحافظ بن المختار بن حبيب العلوي، والذي يبدوا أنه عاد إلى البلاد سنة 1220هـ وإليه يعود الفضل في نشر التيجانية في هذه البلاد وقد بدأ بأبناء عمومته.
كما تلقاها عن سيد احمد بن محمد سالم التيجاني أحمد ومحمد أبني الإمام سيد عبد الرحمن الوداني الشنقيطي وكذلك أخذها سيد مولود فال عن الشيخ محمد الحافظ. وفروعها الأساسية في البلاد الشنقيطية هما التجانية الحموية نسبة إلى حماه الله التيشيتي الذي وقف ضد الاستعمار الفرنسي، والتجانية الحافظية نسبة إلى أول من نقل تعاليم الطريقة التجانية إلى بلاد شنقيط وغربي إفريقيا العلامة عبد الحافظ العلوي
وقد انتشرت الطريقة التيجانية انتشارا واسعا في إفريقيا الغربية ومن أشهر مشائخها هناك الشيخ إبراهيم الكولخي الذي ازدهرت وبلغت أوج انتشارها على يده في مناطق السنغال والسودان عموما، وإلى التجانية ينتسب الحمويون كما قلت أنفا إلى الشيخ أحمد حماه الله التيشيتي وهو الذي ناصب الفرنسيين العداء، وتزعم ثورة كبيرة ضدهم في المناطق الشرقية من البلاد أدت بفرنسا إلى نفيه حيث مات في ظروف غامضة حوالي سنة "1943م".
ويعود الفضل إلى الطريقة التيجانية في نشر الإسلام في أجزاء كبيرة من إفريقيا الغربية وقد حارب بعض مشائخ هذه الطريقة الاستعمال الأوروبي في مناطق مختلفة من القارة.
ومع أن دعاة هذه الطرق الصوفية الكبيرة التي سيطرت على المجال الشنقيطي نسبيا والتي تحدثنا عنها سابقا، ظهرت طرق أخرى كانت أقل أهمية من حيث الانتشار والأداء العام مثل : الصديقية والخضرية وهي طرق تتصل بالطرق السابقة.
- الاستنتاجات :
نستنتج مما سبق ذكره أن المراحل التاريخية للتصوف الإسلامي بدأت أولا بالتقيد بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن إبتداءا من المرحلة الثانية أخد الزهد وحب الله منحى فلسفي وبعد ذلك أخذ التصوف الإسلامي يجنح إلى الفكر والتأمل فظهرت المقامات والاصطلاحات الصوفية وبعدها أخذ التصوف ينتشر على نطاق واسع.
وفيما يتعلق باستنتاجنا حول الزوايا "أو المتصوفة" فقد أثروا في بلاد شنقيط، والمجتمع الإفريقي بصفة عامة تأثيرا بالغ الأهمية، وفي مختلف المجالات، وخاصة الجانب الديني والفكري. للطرق الصوفية في بلاد شنقيط وغربي إفريقيا.
لقد كان المجال الصحراوي قبلة أمام المتصوفة الذين وفدوا على البلاد الشنقيطية من كل حدب وصوب، واستقبلهم الأهالي بحفاوة وإقبال منقطع النظير.
وقد استمر المتصوفة في أداء أدوارهم الدينية والثقافية بل يمكن القول إن هذا الدور قد بلغ أقصى مداه في القرون الأربعة الأخيرة، وانتشرت معالم التصوف في أرجاء المجال الشنقيطي.
كما أبلى المتصوفة بلاء حسنا في التصدي للمستعمر الفرنسي الذي حاول تأسيس مدارس فرنسية محل المحضرة "الجامعة الأهلية العتيقة".
وقد قال في ذلك الرائد الفرنسي تشادي "وهو من منظري الاستعمار الفرنسي في بلاد شنقيط" : إن مقاومة الاستعمار الثقافي اقترنت بحماس ديني عارم، فقد ازداد البيضان تمسكا بالإسلام وتطبيقا لشعائره خلال فترة الاستعمار وكانوا في حماسهم يقظين لا يخدعون بسهولة .
وكذلك نستنتج من خلال تحليلنا للتصوف الشنقيطي أنه مع ظهور الشيخ سيديا المختار الكنتي عرف التصوف الشنقيطي منعطفا حاسما إذ عرفت البلاد التصوف الطرقي في أبهى حلله على يديه وظهرت الأربطة والزوايا، وأخذ عنه أعلام الورد القادري البكائي، وحملوه إلى كل مناطق البلاد لتنتشر القادرية في بلاد شنقيط.
ولم تكن الطريقة الشاذلية أقل أهمية وأن كانت أقل انتشارا وذلك لاعتبارها طريقة نخبوية إنتمى إليها أعلام أمثال سيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم، ومحمذن فال ولد متالي، ويحظيه ولد عبد الودود، والشيخ الغزواني البصادي.
أما الطريقة التيجانية فقد جاءت متأخرة عن سابقاتها ومع ذلك كان دورها كبيرا في نشر الإسلام في منطقة الغرب الإفريقي، وانتمى إليها مشائخ ناهضوا الاستعمار من أمثال الشيخ حماه الله التيشيتي الذي قارع الفرنسيين وأثار حمية القبائل ضدهم بالشرق الشنقيطي مما اضطرهم إلى نفيه عدة مرات.
البيبليـوغرافيـا
1- أبو الحسن: الشاذلي، درة الأسرار وتحفة الأبراز، جمع ابن الصباغ المكتبة الأزهرية للتراث، القاهر 1988.
2- أبو العباس البوني، منبع أصول الحكمة، مطبعة المشهد الحسيني، القاهرة/ 1988.
3- أبو العباس المنوني، شمس المعارف الكبرى دار المنار، تونس،1990.
4- أبو القاسم الحفناوي، تعريف الخلق برك بكرامات برجال السلف مؤسسة الرسالة، دمشق 1985 .
5- أبو بكر محمد الكلاباذي، التعرف لمذهب أهل التصوف، الطبعة الثالثة، تحقيق محمود أمين النواوي، المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة 1992 .
6- أبو حامد الغزالي، المتقد من الضلال، الطبعة الثالثة تحقيق عبد الحليم محمود، دار المعارف، مصر القاهرة 1988.
7- أبو حفص السهروردي، فوارق المعارف، الطبعة الأولى دار الكتب العلمية، يرون 1986.
8- حماه الله ولد السالم: موريتانيا في الذاكرة العربية، ط1 مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2005.
9- الخليل النحوي: بلاد شنقيط المنارة والرباط، المنظمة العربية للتربية والثقافية والعلوم، تونس 1987.
10- محمد الأمين ولد سيد أحمد : السلطة والفقهاء في إمارة الترارزة، ط1، المنار، أنواكشوط، 2003.
11- محمد الداه أحمد : القادرية في موريتانيا عرض ونقد، بحث لنيل درجة الماجستير في العقيدة، كلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى، بمكة المكرمة 1412هـ ج1.
12- محمد الداه احمد، القادرية في موريتانيا، عرض ونقد، بحث مقدم لنيل درجة الماجستير، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، ج 1، 1412هـ.
13- محمد سالم ولد اغربط، القادرية الفاضلية في موريتانيا وموقفها من الاستعمار الفرنسي، قسم التاريخ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة انواكشوط، السنة 1990م.
14- محمد سالم ولد أغربط، القادرية الفاضلية في موريتانيا وموقفها من الاستعمار الفرنسي، قسم التاريخ، كلية الآداب جامعة أنواكشوط، 1990-1991.
15- محمد الأمين ولد سيد أحمد، السلطة والفقهاء في إمارة الترارزة، ط1، مطبعة المنارة، لكصر، أنواكشوط، موريتانيا، 2003م.
التسميات:
مقالات
4 التعليقات:
السلام عليكم- بعد الشكر الجزيل على هذا الموضوع القيم- يسرني أن الفت انتباهكم الى انه قد وقع لديكم خلط بين الشيخ محمد فاضل بن مامين الذي عاش وتوفي بالحوض الشرقي وينطبق عليه جل ماجاء في الموضوع,و بين ابن عمه الشيخ محمد فاضل بن محمد الذي استقر في أدرار وبالضبط في منطقة الجريف .وشكرا.
اشكر الاخ الباحث المحترم محمد المصطفى ولد البشير القلاوي على هذه المعلومات القيمة التي اتحفنا بهاعن التصوف في بلادنا فله جزيل الشكر و عظيم الامتنان فهو اهل لذلك و شكرا
السلام ورحمه الله وبركاته افدتونا افادكم الله هذا عن التصوف فما عن الجانب الاخر وشكرا لكم واشهدكم أني احب كل المسلمين والمسلمات في الله والله ولي التوفيق
السلام عليك الله أيها الأخ الفاضل أريد معلومات عن الشيخ المجتبى بن خطري والسيخ ماء العينين. على الأقل ترجمتهما وأدوارهما العلمية. أنا السنوسي الشريف النيجيري جنسية sunusiubasharif@gmail.com
إرسال تعليق
مايرد فى خانة التعاليق لاتتحمل المدونة عنه اي مسؤليةولايعبربالضرورة عن وحهة نظرها