يعقوب ولد حمزة شيخ مقاطعة كرمسين

يعقوب ولد حمزة شيخ مقاطعة كرمسين
يعقوب ولد حمزة شيخ مقاطعة كرمسين

ابن ولد حيمدة نائب مقاطعة كرمسين

ابن ولد حيمدة نائب مقاطعة كرمسين

ارشيف سما بلوجر

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مختارات القراء لهذا الشهر

أرشيف المدونة

المتابعون


نشأ التصوف الإسلامي أول ما نشأ في الإسلام من التقشف والورع والتعبد والزهد والتقوى وغير ذلك من مظاهر الانصراف عن الدنيا والإقبال على الدين الحنيف مما كان عاما شائعا بين المسلمين في حياتهم الأولى[1]، وهو تجربة روحية يعيشها الإنسان ويترجمها أفعالا وسلوكا يوميا، فيكتسب خلالها خصائص وصفات تصلح فيها القلوب والجوارح فتتجرد من كل مفاتن الدنيا ومباهجها، وقد شهدت بلاد شنقيط منذ القرن 10 الهجري خاصة نهضة ثقافية شاملة قادتها تيارات صوفية، هذا الوجود الصوفي الذي عرفته بلاد شنقيط مؤخرا بعدما ظهر في المشرق والمغرب، ولعب أدوارا مازالت أصداؤها ماثلة على الساحة العربية والإسلامية بصفة عامة، ومع وجود زوايا التصوف الإسلامي في بلاد شنقيط انتشرت المحاضر "الجامعات الأهلية" في أرجاء البلاد الشنقيطية وأقبل الناس عليها بشغف فكانت لهم في رحابها رهبانية علم وجهاد ثقافي كبير وعطاء ثري "شعرا ونثرا"، ولعل ظهور الطريقة القادرية في بلاد شنيقيط متمثلة في الشيخ سيدي المختار الكنتي كانت بمثابة النواة الأولى للتصوف الطرقي في بلاد شنقيط، بالإضافة إلى الطريقة الشاذلية التي دخلت بلاد شنقيط عن طريق شيخين مغربيين هما أحمد زروق المتوفى سنة 963م ومحمد ناصر الدرعي المتوفى سنة 1036م. وأخيرا وليس أخرا الطريقة التجانية التي دخلت هي الأخرى بواسطة محمد الحافظ العلوي المتوفى سنة 1838م إلى بلاد شنقيط وغربي أفريقيا الذي يعتبر بحق أول من نقل تعاليم الطريقة التجانية إلى هذه البلاد، وانطلاقا مما سبق فإننا سنتطرق في هذا البحث إلى محورين أساسيين .


المحور الأول : المراحل التاريخية للتصوف
المحور الثاني : أهم الطرق الصوفية في بلاد شنقيط
-         الطريقة القادرية
-         الطريقة الشاذلية
-         الطريقة التجانية
-         الاستنتاجات
المحور الأول : المراحل التاريخية للتصوف
يمكن تقسيم المراحل التاريخية التي مر بها التصوف الإسلامي إلى عدة أطوار وحقب:
ففي الطور الأول ويمتد إلى أواخر القرن الثاني لم يكن التصوف متميزا بمميزات تخصه، إذ كان عبارة عن التقييد بالكتاب والسنة وأتباع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم، نهجا وسلوكا والإلتزام بالإسلام كعقيدة راسخة والخوف من الله وعقابه ولم يكن من أصحابه رضوان الله عليهم تمييز عن غيرهم، ولا أمكنة خاصة بهم، ولا اصطلاحات ولا مقامات[2].
ولكن ابتداء من منتصف هذا الطور[3]، أخذ الزهد وحب الله منحى فلسفيا مع الحسن البصري "ت 110هـ" ورابعة العدوية "ت 135هـ"، وكان من أعلام هذه الطور بعد الصحابة وبعد الحسن البصري ورابعة العدوية، إبراهيم بن الأدهم "ت 161هـ" والفضيل بن عياض "ت187هـ" وشقيق البلخي "ت 194هـ" ومعروف الكرخي "ت 200هـ" وغيرهم...
ثم جنح التصوف بعد هذا الطور إلى الفكر والتأمل وظهرت المقامات والاصطلاحات الصوفية، وأخذ الباحثون المهتمون بالتصوف في تدوين الكتب التي تعنى بشرحه وبيان حقائقه، ومن رجالاته في هذا الطور ذو النون المصري "ت245هـ"، وهو أول من تكلم في المقامات الصوفية بمصر، والحارث المحاسبي "ت243هـ" صاحب الرعاية، وبشر الحافي "ت227هـ"، وأبو يزيد البسطامي "ت261هـ"، وقيل : هو أول من تكلم في مقام الفناء، والحسين بن منصور الحلاج "ت 309هـ"، والجنيد "ت 297هـ" وهو أول من صاغ المعاني الصوفية وهذبها، حتى نسب التصوف إليه، فقيل فيه طريق الجنيد"[4].
يقول صاحب المرشد المعين: "وفي طريق الجنيد السالك"، ويصف الجنيد طريق القوم فيقول:" طريقنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدى به".
ثم أخذ التصوف ينتشر بعد على نطاق واسع، وأخذت تبدو من منتحليه أقوال موهمة، غامضة المعاني، وهي ما اصطلح على تسميتها " شطحات" فأنكرها العلماء وحاربوا أصحابها، وحذروا منهم، ومن ثم أفتوا بكفر الحلاج والسهر وردي "ت563هـ"، وهكذا بدأ النزاع بينهم وبين غيرهم من علماء الرسوم والظواهر، كما يسميهم الصوفية، أو رجال الفقه والحديث.
إلى أن جاء الغزالي "ت 505هـ"، فعني بالتصوف، وشرح كثيرا من مقاماته وحقائقه، وأقر القول بالكرامات[5]، والكشف، واعتبره أفضل طريق إلى معرفة الله، وهو إنما يكون نتيجة مجاهدة وإقبال بالكلية على الله سبحانه، وجعل التصوف قوامه العمل والإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وشرح في كتابه "المنقذ من الضلال "كيف اهتدى إلى التصوف، ويرى أنه العلم الوحيد الموصل إلى الله، ومن أجل ذلك هجر ما كان مشتغلا به من تدريس العلوم وأقبل بكليته عليه، وألف فيه الكتب العديدة، وأعظمها وأكبرها كتاب " الإحياء " الذائع الصيت[6].
وظهر بعد الغزالي، الشيخ محيي الدين بن عربي الحاتمي "ت638هـ"، وكان معاصرا للشيخ عمر بن الفارض المصري "ت632هـ"، الشاعر الصوفي الكبير والإثنان أوغلا في الشطح والقول بوحدة الوجود وتبعهما في ذلك عبد الحق بن سبعين المرسي "ت 669هـ" وتلميذه الشيخ أبو الحسن علي الأندلسي أيضا "ت663هـ"، فكثر فيهم الطعن والقيل والقال، واختلف الناس فيهم من الكفر والزندقة إلى القطبانية أكبر درجات المعرفة في اصطلاح الصوفية.[7]
وسلك التصوف معهم "مسلكا فلسفيا غامضا، قل من يفهمه على وجهه وحقيقته، وهو في الواقع تصوف الخواص والعارفين، لا تصوف العوام والمريدين.
وفهمه يحتاج إلى استعداد خاص، ولذلك نهى كثير من المشايخ عن مطالعة كتب هؤلاء، إلا لمن كان ذا أهلية واستعداد لذلك، خوفا من أن تفهم على غير وجهها وحقيقتها فيضل القاصر عن القصد، ويتيه في متاهات، ربما أدت به إلى الكفر والإنحلال من الدين بالمرة، كما وقع لكثير من القاصرين الذين تطاولوا على غير مقامهم، فضلوا وأضلوا".
وهكذا أخذ التصوف "وجهة فلسفية مع هؤلاء وأضرابهم، في الوقت الذي كان فيه أبو الحسن الشاذلي الغماري "ت 656هـ" ينشر طريقته ومدرسته الصوفية القائمة على مشرب التصوف العملي، والتقيد بطريقة السلف في الزهد والعبادة والإشتغال بذكر الله، ولذلك ناصر طريقته جماعة من العلماء من أمثال :عز الدين بن عبد السلام "ت 660هـ" وغيره[8].
وألف الحافظ السيوطي في تأييدها كتاب "تأييد الحقيقة العلمية، وتشييد الطريقة الشاذلية" وهو مطبوع بمصر.
وأبو الحسن الشاذلي هو تلميذ المولى عبد السلام بن مشيش "ت 622هـ"، أخذ عنه ثم انتقل بعد ذلك إلى تونس، واستقر بشاذلة فنسب إليها، ثم انتقل منها إلى مصر، واستوطن الإسكندرية حوالي سنة 642هـ، فحصل عليه إقبال كبير، وأخذ عنه خلق كثير، منهم : عز الدين بن عبد السلام الملقب بسلطان العلماء، والشيخ أبو العباس المرسي "ت686هـ"، الذي صحبه من تونس، وهو أجل تلامذته، ووارث سره وخلفه من بعده، وهو صاحب المشهد الكبير بالإسكندرية، والشيخ البوصيري صاحب البردة والهمزية، وابن عطاء الله صاحب الحكم.
ولم يزل أبو الحسن مستوطنا بمصر إلى أن مات بها وهو في طريقه إلى الحج، وعلى قبره قبة ومسجد، رغم أن الموضع صحراء وقفار.
وهو صاحب الطريقة التي تعتبر من أكبر الطرق الصوفية وأكثرها انتشارا في المعمورة. وعنها تفرعت سائر الطرق الصوفية بالمغرب"[9].
-------------------------------------------------------------------------------

[1]  أبو بكر محمد الكلاباذي، التعرف لمذهب أهل التصوف، تحقيق محمود أمين النواوي، الطبعة الثالثة، المكتبة الأزهرية للتراث، القاهرة 1992 ص 73.

[2]  أبو العباس البوني، منبع أصول الحكمة، مطبعة المشهد الحسيني، القاهرة/ 1988، ص 43

[3]  أبو العباس المنوني، شمس المعارف الكبرى دار المنار، تونس،1990، ص 11.

[4]  مرجع سابق ص 15 الطبعة الأولى.

[5]  أبو القاسم الحفناوي، تعريف الخلق برك بكرامات برجال السلف مؤسسة الرسالة، دمشق 1985 ص 20.

[6]  أبو حامد الغزالي، المتقد من الضلال، الطبعة الثالثة تحقيق عبد الحليم محمود، دار المعارف، مصر القاهرة 1988، ص 8.

[7]  أبو حفص السهروردي، فوارق المعارف، الطبعة الأولى دار الكتب العلمية، يرون 1986، ص 53.

[8]  أبو الحسن: الشاذلي، درة الأسرار وتحفة الأبراز، جمع ابن الصباغ المكتبة الأزهرية للتراث، القاهر 1988، ص 12 أبو العباس البوني

[9]  أبو الحسن: الشاذلي ، مرجع سابق، ص 80.

بقلم : محمد المصطفى ولد البشير
باحث في التصوف الإسلامي
Email : mohamedmostapha1@hotmail.com




2 التعليقات:

المختارولدمحم يقول...

عناوين براقة وجمل مقتضبة وعبارات شيقة جذبت بهما القارئ فلم تترك فجوة للناقد يتسلى لك منها تكتب وتنظر بإحدا عينيك والأخرى تنظر بها الناقد وكأنك في حرب حامية الوطيس لكنك أنت المنتصر. حفظك الله ورعاك وكفاك شرحاسديك

BRAHIM SOW يقول...

لا خير في الطرق الصوفية كلها ! فو الله فما هي إلى السبل التي حذرنا منها حبيبي و حبيب الحق صلى الله عليه و سلم ! كان بالأحرى أن تسمى طرق الشيطان لأنه يدعوا حزبه إليها . فالرسول صلى الله عليه ما ذهب عن هذه الدنيا إلا بعد أن أدى رسالته و بذالك نزل قوله تعالى < اليوم أكملت لكم دينكم ...> و التصوف ما ظهر إلا بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية ! قال عليه الصلاة و السلام : خير القرون قرني ثم الذين يولونهم ثم الذين يولونهم > نحن في زمان الفتن و البدع . لا أتعصب رأيي و إنما أتمس بسنة النبي المهداة رحمة للعالمين . لقد تركنا على النحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك فمن أطاعه فقد أطاع الله

إرسال تعليق

مايرد فى خانة التعاليق لاتتحمل المدونة عنه اي مسؤليةولايعبربالضرورة عن وحهة نظرها