يعقوب ولد حمزة شيخ مقاطعة كرمسين

يعقوب ولد حمزة شيخ مقاطعة كرمسين
يعقوب ولد حمزة شيخ مقاطعة كرمسين

ابن ولد حيمدة نائب مقاطعة كرمسين

ابن ولد حيمدة نائب مقاطعة كرمسين

ارشيف سما بلوجر

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مختارات القراء لهذا الشهر

أرشيف المدونة

المتابعون



" في يوم الجمعة المشهود فوجئت بنبأ عظيم وخطب جليل هز مشاعري والله مع ما أقول شهيدا، أقصد نبأ محرقة  الرياض من طرف السفيه الجاهل بيرام ولد أعبيدي، فوالله أني لما قرأت الخبر من خلال موقع الأخبار المستقلة، وشاهدت فيديو المحرقة في المساء، ذلك الفيديو الذي بثته التلفزة الموريتانية وفيه السفيه الجاهل بيرام ولد أعبيدي يتبجح بجرمه ويتأول بجهله في حكمه على " ورثة الأنبياء العلماء العاملين واستهتاره بحرمة العلم و أهله أصبت بصداع شديد وقلت في نفسي هل هذا السفيه من حفدة هولاكو التتري الذي يذكره التاريخ بنفس الفعلة الشنيعة؟
 أم انه صهيوني من بقايا سفارة القردة والخنازير التي ذهبت إلى غير رجعة من بلاد شنقيط؟
 إذن تعجبت كثيرا من جرأته على الله وحلم الله عليه، فعلى الأقل غيرت منكرا في نفسي من هول هذه الفعلة الشنيعة التي يدعي صاحبها السفيه الجاهل بيرام ولد اعبيدي أنه حقوقي أين هذا من حق الله عليه كمسلم ينطق بالشهادتين وحق عباده الصالحين أمثال ابن القاسم والشيخ الخليل و الشيخ ابن عاشر، لذا رأيت مستعينا بالله أن أدلي بدلوي لبيان هذا الناقض من نواقض الإسلام عسى الله أن ينفع بما سأبينه في هذا المقال وعسى أن تستيقظ الأمة الموريتانية التي نشرت الإسلام قديما في أدغال إفريقيا من سباتها العميق و تنصر دينها بنية صادقة بعيدا عن التجاذبات السياسية المقيتة ، وان تضرب بيد من حديد على  من يستهزئ بدينها وعلمائها الأجلاء الذين يعود لهم الفضل في نشر الإسلام عبر هذه الكتب الفقهية التي أقدمت منظمة إيرا ورئيسها السفيه الجاهل بيرام ولد عبيدي على حرقها والعياذ بالله ولذا ارتأيت أن أوضح أهمية كلا من حرمة العلم وأهله وتلك الكتب الفقهية وقيمتها العلمية  و ذالك من خلال النقاط التالية:
1-   حرمة العلم وأهله
2-    المدونة الكبرى
3-    مختصر الشيخ خليل
4-    متن الشيخ ابن عاشر
1- حرمة العلم وأهله:
إن من تعظيم حرمات الله ما أمر الله بإكرامه وإجلاله، وأولى الناس بذلك هم العلماء قال الله تعالى: " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" سورة الحج الآية 32، وقال عز من قائل: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا" سورة الأحزاب الآية 58 ،وثبت في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: " من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب".
ويقول ابن عساكر رحمه الله :" اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة" وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب العلني بلاه الله قبل موته بموت القلب يقول الله تعالى:" فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم  فتنة أو يصيبهم عذاب أليم" سورة النور الآية 63.
وإن المسيء إلى العلماء والطاعن فيهم بغيا وظلما قد ركب متن الشطط فلهم كل ما تبث من حقوق المسلم على أخيه المسلم ولهم حقوق المسلمين والأكابر ولهم حقوق حملة القرآن الكريم ولهم حقوق العلماء العاملين والأولياء الصالحين وروي في هذا الصدد عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى قوله" لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن أكلها مات" فهؤلاء المغتابون المتجرئون على العلماء " وأعني بالطبع منظمة إيرا وزعيمها السفيه الجاهل بيرام ولد اعبيدي" الناعقون بين الرعاع هم الذين وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله في آخر الحديث".....وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه. كذلك يقول الإمام النووي رحمه الله في الأمور المنهي عنها" أعلم  أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما ظهرت فيه مصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة  فالأفضل الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه وذلك كثيرا في العادة والسلامة لا يعدلها شيء"
2-          المدونة الكبرى:  ليس في المذهب المالكي كتاب نال من الاهتمام والتقدير ما نالته مدونة الإمام مالك برواية سحنون رحمه الله سواء على ألسنة المتقدمين أو المتأخرين فهي أصل علم المالكية بعد الموطأ ، فقد ضمت بين دفتيها أفكار أربعة مجتهدين أسسوا عليها قواعد المذهب ولم يبخلوا عليها بما آتاهم الله من علم وفهم للنصوص وهم الإمام مالك" ت 179 هـ و الإمام سحنون" ت240هـ ، والإمام ابن القاسم " 191 هـ والإمام القائد أسد ابن الفرات "  213 هـ، وإذا كانت المدونة هي أصل المذهب المالكي وعمدة القضاء في القضاء والإفتاء والمرجح روايتها على سائر الأمهات، فلا غرابة أن يتقبلها الناس بقبول حسن ، بل وأنزلوها منزلة أم القرآن في الصلاة بمعنى لا يغني عنها أي كتاب ، وقد روي في هذا المعنى" ما بعد كتاب الله أصح من موطأ الإمام مالك ولا بعد الموطأ في الفقه أفيد من المدونة" وأعتقد أن السبب في هذه المنزلة التي حظي بها هذا المؤلف المالكي هو الأشواط التي قطعها والظروف التي مر بها حتى صار على ما هو عليه مرتب الأبواب مطعم بالآي والأحاديث والآثار يختزن في أحشائه أربعة آلاف حديث وستة وثلاثين ألف من الآثار وأربعين ألف مسألة وهكذا تلقى السلف والخلف المدونة بحماس باهر و شغف بالغ، فتناقلتها أيدي أهل الاختصاص بالشرح والإيضاح مشيرين إلى علو قدرها وإلى مزية سبقها يقول أبو محمد الحطاب" تـ 954 هـ وهو يتحدث عن منزلة مدونة المذهب المالكي" ثم إن الناس اختصروها فاختصرها ابن أبي زيد وابن أبي زمنين وغيرهم ثم سعيد البرادعي ويسمى اختصاره بالتهذيب واستمر التأليف حول المدونة وخفايا أسرارها وأعلام رجالها فألف أبو الوليد ابن رشد الجد "
 تـ 520 هـ كتابه الشهير " المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته المدونة من الأحكام الشرعيات" كما ألف القاضي عياض" تـ 540 هـ كتابه المسمى " التنبيهات المستنبطة من المدونة ثم توالى التأليف حولها شرحا واختصارا، وهذا إن دلنا فإنما يدلنا على أن المدونة هي الأساس والمعول عليه في الفقه المالكي بعد الموطأ طبعا لذلك شاع ذكرها وبقي إسمها ورسمها خالدا حتى اليوم فلا يضرها أبدا ما تعرضت له من قبل منظمة إيرا الآثمة وزعيمها السفيه الجاهل بيرام ولد أعبيدي فهي أي المدونة  أصل المذهب المالكي وعمدته، يقول القاضي عياض في ترجمته لأسد ابن الفرات أنه روى عن سحنون رحمه الله قوله: " عليكم بالمدونة فإنها كلام رجل صالح وروايته أفرغ الرجال فيها عقولهم وشرحوها وبينوها " وكان يقول " ما اعتكف رجل على المدونة ودراستها إلا عرف ذلك في ورعه وزهذه"
3-     مختصر الشيخ خليل : المختصر هو آخر مؤلفات الشيخ خليل ابن إسحاق ابن موسى ابن شعيب ضياء الدين المعروف بالجندي مكث في تحريره أزيد من عشرين سنة وهي فترة زمنية عادة ما تخصص للمطولات من أمهات الكتب وبقاء المؤلف مدة مثل هذه دليل على شدة حرصه وتوخيه الدقة العلمية في جمع أحكامه وتنظيمها، ولذا جاء مقتضبا في ألفاظه دقيقا في مصطلحاته جامعا لمعظم مساءل الفقه المالكي وقد ازدادت شهرة الشيخ خليل داخل المذهب وخارجه عند ظهور مختصره الفقهي الذي لخص فيه جامع الأمهات لابن الحاجب، وأتى فيه بالعجب من حيث الإيجاز والمقدرة الذهنية على استيعاب المسائل وحصرها في ألفاظ جزلة جمع فيها شتات الفروع الكبيرة المتنوعة، وأوضح فيها المشهور المعمول به مجردا عن الخلاف، وأثنى العلماء على مختصره فأطنبوا في مدحه وذكر أوصافه، فقال الشيخ ابن غازي في مقدمة شرحه " ....إن مختصر الشيخ العلامة خليل ابن إسحاق من أفضل نفائس الأعلاق، وأحق ما رمق بالأحداق، وصرفت له همم الحذاق... "وقال الحطاب رحمه الله تعالى" مختصر الشيخ العلامة ولي الله خليل ابن إسحاق الذي أوضح به المسالك إذ هو كتاب صغر حجمه وكثر علمه وجمع فأوعى وفاق أقرانه جنسا ونوعا ، واختص بتبيين ما به الفتوى وما هو الراجح الأقوى، لم نسمع قريحة بمثله ولم ينسج على منواله إلا أنه لفرط في الإيجاز كاد يعد من جملة الألغاز" وقال في كفاية المحتاج" وقد عكف الناس على مختصره وتوضيحه شرقا وغربا حتى اقتصروا في بلاد المغرب كفاس ومراكش في هذا الوقت عن المختصر فقط" قد رتب الشيخ خليل كتابه على أربعة وستين بابا وفق الترتيب الذي صار عليه صاحب المدونة، واتبع فيه منهج ابن الحاجب في كتابه جامع الأمهات ، الذي سلك فيه هو الآخر كتاب الحاوي عند الشافعية ووصل في تبييضه إلى باب النكاح إلا أن المنية عاجلته فلم يتمكن من إكماله فترك باقيه مسودة قام بجمعها تلامذته ، وألف تلميذه وصهره بهرام باب المقاضة الذي أغفله المِؤلف و أكمل تلميذه الأفقهسي جملة يسيرة منه ترك الشيخ خليل لها بياضا.
4-     متن الشيخ ابن عاشر : هو الإمام العالم العلامة الورع الناسك أبو محمد عبد الواحد ابن أحمد ابن علي ابن عاشر الأنصاري نسبا الأندلسي أصلا الفاسي منشأ ودارا المعروف بابن عاشر" ت 765 هـ ألف الشيخ ابن عاشر رحمه الله تعالى تآليف عديدة نافعة في غاية التحرير الإتقان ، بلغت أربعة عشر كتابا كان أهمها وأشهرها نظمه أ أشهرها نظمه في قواعد الإسلام الخمس ومبادئ التصوف الذي سماه" المرشد المعين على الضروري من علوم الدين" وبه اشتهر فاعتنى به الناس حفظا وشرحا وتعليقا وختما ومن تآليفه أيضا" شرح مورد الظمآن في علم رسم القرآن" و" شرح على مختصر خليل من النكاح إلى العلم " و " رسالة في عمل الربع المجيب" و " وتقييد على العقيدة الكبرى للسنوسي وغيرها، وتبحر كذلك الشيخ ابن عاشر بالإضافة إلى الفقه إلى عدد من العلوم خصوصا علم القراءات والرسم والضبط والنحو والإعراب وعلم الكلام والأصول، وتذكر المصادر التاريخية أنه تولى التدريب والخطابة وتشير تلك المصادر ذاتها إلى إقبال الطلبة عليه ومن أبرزهم: أبو عبد الله محمد ابن أحمد ميارة" تـ 1072 هـ " و أحمد ابن محمد الزموري الفاسي " تـ 1057 هـ " وغيرهم ومن أخلاقه رحمه الله تعالى التي اشتهر بها الورع والزهد والاعتكاف والجهاد والتواضع.
                     
                                  والله ولي التوفيق






بقلم : محمد المصطفى ولد البشير
باحث في التاريخ الإسلامي
Email : mohamedmostapha1@hotmail.com







0 التعليقات:

إرسال تعليق

مايرد فى خانة التعاليق لاتتحمل المدونة عنه اي مسؤليةولايعبربالضرورة عن وحهة نظرها